مقدمة
تعتبر “التربية اليهودية في فلسطين المحتلّة والدياسبورا” للكاتب عادل توفيق عطاري، نصًا مهمًا يعد دراسة شاملة لتأثير التربية اليهودية في فلسطين خلال فترة المحتلال وكذلك في سياقات الدياسبورا. نُشِرَ هذا العمل في عام 1980، ويلقي ضوءًا مفصلاً على كيفية استخدام التعليم كأداة لتحقيق أهداف سياسية وثقافية. يستكشف الكاتب، من خلال هذا الكتاب، دور المنظمة الصهيونية في تشكيل مسار التربية اليهودية بعد أواخر القرن التاسع عشر. يبرز الكتاب كيف أن التحولات التاريخية والسياسية، بما في ذلك هجرة الشباب اليهود وإنشاء المدارس في فلسطين والدياسبورا، كانت مصممة لتعزيز الوعي القومي والحفاظ على الهوية اليهودية. يتناول عطاري تجربة الشباب الذين أسسوا دورًا محوريًا في هذا العمل التربوي، ويقدم تحليلات مفصلة لكيفية استخدام التعليم كوسيلة للنضال الوطني.
ملخص
يبدأ عادل توفيق عطاري في “التربية اليهودية في فلسطين المحتلّة والدياسبورا” بتعميق فهم التاريخ الصهيوني للتعليم، حيث يُظهر أن مشروع تأسيس المدارس اليهودية في فلسطين كان جزءًا من استراتيجية أوسع. بدأ هذا الجهد في أواخر القرن التاسع عشر، حيث ركزت المنظمة الصهيونية على إنشاء مؤسسات تعليمية كان لها دور بارز في نشر القيم والأهداف الصهيونية. يوضح الكتاب كيف أن المدارس كانت تُستخدم ليس فقط للتعليم التقليدي، بل كانت مجالًا للتأثير والتحريض على الوعي الوطني بين المجتمعات اليهودية في فلسطين.
في الثلاثينات من القرن العشرين، شهدت هذه العملية تطورًا ملحوظًا حين أُنشئت دائرة التربوية كجهاز مستقل ضمن المنظمة الصهيونية. هذه الدائرة لعبت دورًا حاسمًا في تنسيق جهود التعليم وضمان أن يكون التعليم يعكس الأهداف الصهيونية. كانت هجرة الشباب اليهود إلى فلسطين، المعروفة باسم “الإثيل” (الإحراز)، جزءًا من هذه الخطة التعليمية، حيث أصبحوا قدوة في الوقود للاستياء والتنظيم ضد المحتل.
أبرز الجوانب التي يُسلِّط عطاري فيها الضوء على هي كيفية تشكيل المناهج الدراسية والأنشطة الخارجية لتحقيق أهداف سياسية معينة. يُظهر كيف تم دمج التاريخ اليهودي وسردياته المؤثرة في المناهج الدراسية لتعزيز روح التضامن والقومية بين الطلاب. كان هذا جزءًا من استراتيجية أكبر لإبقاء الشباب مُلتصقين بأهداف المنظمة الصهيونية والحفاظ على تماسكهم كمجتمع.
علاوةً على ذلك، يتناول الكتاب الجوانب التربوية في سياقات الدياسبورا حيث استمرت المدارس اليهودية في لعب دور أساسي. كانت هذه المؤسسات تُعَدِّل نفسها لتناسب مختلف التحديات والظروف في بلدان الشتات، ولكن دومًا ما ظلَّ هدفها سليمًا: تعزيز الهوية اليهودية وضمان استمرار نقل القيم الصهيونية للأجيال القادمة.
أهمية الكتاب
“التربية اليهودية في فلسطين المحتلَّة والدياسبورا” يُعدِّ نافذة على مدى تأثير التعليم كوسيلة للاستقلالية والمقاومة. من خلال دراساته، يُظهر عطاري كيف أن المؤسسات التعليمية لا تكتفي بمجرد تعليم الأبجدية والحساب، بل تقوم بتشكيل مستقبل الشعوب من خلال القيم والثقافة التي تُنقَل إلى طلابها. يُبرز هذا الكتاب كيف أن المجتمعات قد تستخدم التربية للاحتفاظ بوحدتها وسعيها نحو أهداف مشتركة، حتى في ظل الظروف الصعبة.
النص يُقدِّم دليلاً قويًا على كيفية استخدام التربية من قِبَل المجتمعات لتحقيق أهداف سياسية وتاريخية، مما يُساهم في تأكيد دور الثقافة والتعليم كشرائح حيوية في النضالات المستمرة للاستقلال. من خلال هذا العمل، يُقدِّم عطاري فهمًا أكثر شمولية لما كانت تحاول تحقيقه المنظمات والجماعات التعليمية في السياق الصهيوني، مما يُشير إلى أهمية دراسة التربية كفنون حرب ضمن السياسات الأوسع.
رابط تحميل كتاب التربية اليهودية في فلسطين المحتلّة والدياسبورا – عادل توفيق عطاري- 1980م PDF